حل مشاكلك الان
س : بصراحة أنا زهقت خالص ، حاسس إن مفيش خشوع في الصلاة وعلاقتي بربنا بقت في الأرض مفيش خوف من ربنا ، أتجرأ علي معصية الله ، أنتهك محارم الله في السر والعلن ، بأفكر في معصية الله حتي وأنا في الصلاة ، سريع الخطأ ، سيء الخلق حالي ملغبط وزي الزفت أنا في عرضك شوف لي حل ؟ ج . النفس البشريه بطبيعتها تفتر والإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعه وينقص بالمعصيه ولكن دعنا ندخل في لب المشكله ألا وهي أصول المعاصي كلها فكما ذكر الإمام العلامه الحافظ إبن القيم في كتابه القيم ( الداء والدواء ) قائلا : أصول المعاصي كلها صغارها وكبارها في ثلاثة أشياء : تعلق القلب بغير الله ، وطاعة القوة الغضبيه ، وطاعة القوة الشهوانية هذه بالفعل أصول المعاصي أولها تعلق القلب بغير الله : يا شباب تعلقت قلوبنا بكل رخيص من متاع الدنيا ووالله لو نقبنا قلوب البشر ما وجدت قلبا يهتز لعظمة ربه ويخافه ويخشاه إلا من رحم ربك وكما قال سيدنا عثمان بن عفان : والله لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم إن المسلم يظل يعصي ويعصي فيمتليء قلبه بعفن المعاصي والذنوب نعم إنه لعفن وقد أخبرنا بذلك الصادق المصدوق : إن الذي ليس في جوفه شيء من القرأن كالبيت الخرب وكما قال العلامه الشيخ الغزالي : تفقد قلبك في ثلاث مواضع فإن لم تجده فادعوا الله أن يمن عليك بقلب غيره فإنه لا قلب لك : في الصلاة ، وعند قراءة القرأن ، وعند الموت وقال تعالي : الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم حقا لقد ملأنا هذه القلوب التي كانت نضرة إلي خرابات للأفلام والأغاني الهابطه وصارت مرتع الجنس والإباحيات بص يا حبيبي .. انت زي ما عودت شيطانك وخليك فاكر دي كويس لأنها قاعدة هامه جدا فمثلا .. الشيطان يحاول يضحك عليك ويعلمك معصيه معينه هي مرة واتنين وانت هتدور لوحدك من غير ما يوسوس لك هي يدوبك سيجارتين وخلاص تتحول لمدخن محترف بعد قليل لتصبح مدمن بعد فترة ... هي نظرة في الشارع لبنت ولزميلة في الجامعة ولحسناء في القطار ولأخري في مكان عام ومئات علي الشواطيء ثم تشتعل شهوة النظر عندك حتي تصل لحد أنك لا تستطيع بأي حال أن تغض من طرفك وهنا المشكله ... انت عودت شيطانك انك دايما تحت أمره وعند حسن ظنه الله يرحم سيدنا عمر الفاروق كانت الشياطين بتهرب منه ... لأنهم كانوا لما يوسوسوا له كان يجتهد أكثر في الطاعات فتزيد حسناته فكانوا يتركونه لعله يخطيء من نفسه ...أما احنا فوضعنا وحش جدا احنا علينا ملايين الديون ... ديون لربنا حق ما أنعم عليك بالبصر والتذوق والإحساس والمشي والبطش ووووووو....................إلخ وحق ما عصيناه وانتهكنا حرماته وتجاوزنا المعقول .... يا شباب أمانه عليكم الإسلام محتاج رجاله بجد ... كفانا استهتار بأحكام الإسلام ... كفانا غفلة .. حط لنفسك انتي فيرس بدال المعاصي ( الفيروسات البشريه ) ما تقضي علي جهاز الإيمان بتاع حضرتك وممكن ينفجر في لحظه ويحتاج لتبديل شامل حبيبي ... خلي أنتي فيرس ( برنامج مضاد لفيروسات الكمبيوتر ) لقلبك الضعيف بأحد هذه الأمور صديق صالح قراءة قرأن ذكر الله تعالي دعاء وتبتل بالليل حصن قلبك بإيمان لايتزعزع وقلب لا يكل ولا يمل من الرجاء في رحمة الله والخوف من عقابه ... هيا ننطلق بلا حدود لله تعالي لا تقل سوف لا تقل يا ليتني لا تقل لو كان لا تقل إلا لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم فهذا كان من دعاء النبي صلي الله عليه وسلم عند الكرب والهم أما الأصل الثاني للذنوب والمعاصي يتمثل في طاعة القوة الغضبيه أستاذي الكريم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إن الغضب جمرة في قلب إبن ادم أما رأيتم من إحمرار عينيه وإنتفاخ أوداجه ؟ فمن احس بذلك فليتوضأ وقال أيضا : إنما تطفيء النار بالماء فالقوة الغضبيه قوة جارفه تحتاج إلي أن يلجمها الإنسان كما يلجم الفارس فرسه وإلا سيأكل البشر عندما يشتد ويصل إلي ذروة الصرع والهيجان الحيواني ولا تنسي الوصية النبوية الغاليه لأحد أصحابه : لا تغضب .. ولك الجنة والغضب بداية كل شر والطمأنينه أصل من أصول الإيمان وعلي أي شيء تغضب أخي المسلم حقا إننا في غفلة ما بعدها غفلة يغضب أحدنا أشد الغضب عندما يخسر أموالا زائلة في الدنيا أو يضيع منه شيئا كان متوقعا له ومنتظرا لأن يأتي له ولم يأتي أو يغضب عندما يجد معاملة من البشر لا تليق به ولا يجد مدحا من الناس يناسب قدراته أو يجد أمرا يهتم به ويستهزيء به الناس هذه بعض الأمثلة وقس علي ذلك الكثير والكثير من الأمثلة التي قد تغضب الإنسان بين لحظة وأخري مع العلم بأن الدنيا زائلة وفانية وعارية مسترجعة والظلم اللي وقع عليك من الناس هتاخده تالت ومتلت يوم القيامه متنساش قول رسول الله اللي هيريحك أخر راحة ويخليك تتنازل عن أي متاع من متاع الدنيا وأنت في قمة الرضا من كظم غيظا وهو قادر علي أن ينفذه دعاه الله يوم القيامة علي رؤوس الاشهاد ثم خيره بين الحور العين أيها شاء هو ده الشغل الصح .. اصبر تلاقي .. واطع غضبك تخسر كل شيء في الدنيا والأخرة أما الأصل الثالث والأخير للمعاصي والذنوب فهو طاعة القوة الشهوانية الشهوة نار ملتهبة بداخل كل إنسان يحتاج لمن يروضها وإلا سيضيع أشد الضياع ومع صعوبة هذه المشكلة إلا أنها أسهل المشاكل حلا لأنه كما يقول الصالحون : حل المشكلة الجنسية تكمن في التربية الروحيه ومن أسهل الجوانب التي من الممكن أن نطورها هو الجانب الروحي والإيماني بالمحافظة علي الفروض ومحاولة الحصول علي أكبر رصيد من الإيمان حتي يرقي بالإنسان إلي المنزلة التي أرادها الله له وارتضاها له ويقضي علي الجانب الحيواني الذي يدفع الانسان إلي ضرورة إشباع رغباته دون النظر إلي عواقبه حتي يكون الكلام أكثر سهولة كل إنسان جواه حيوان لا بد أن يقاوم متطلباته التي ستدمره فماذا يريد الحيوان إلا أكلا وشربا وغريزة لا يدري ولا يفكر أين يفرغها الجنس وللأسف الشديد أصبح المتطلب الأول