استشهد نحو 250شهداء، وأصيب نحو 750 بجروح متفاوتة، جلهم من قادة وعناصر الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة التي تديرها حركة "حماس" في قطاع غزة، اليوم السبت، في مجزرة إسرائيلية بشعة، دمرت خلالها الطائرات الحربية الإسرائيلية المواقع الأمنية على امتداد القطاع في وقت متزامن.
وفي رد أولي على المجزرة الإسرائيلية التي أطلقت عليها قوات الاحتلال اسم "صهر الحديد"، قتل مستوطن إسرائيلي، وأصيب آخرون، جراء صواريخ محلية الصنع أطلقتها المقاومة الفلسطينية على تجمع "نتيفوت" الإسرائيلي القريب من القطاع.
وشنت الطائرات والمروحيات الحربية الإسرائيلية غارات جوية متزامنة استهدفت نحو 30 مقراً وموقعاً للأجهزة الأمنية، ومواقع تدريب تابعة لكتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة "حماس" وفصائل المقاومة، في جميع مدن القطاع.
وقالت مصادر محلية وشهود إن طائرات حربية من طراز "إف 16" ومروحيات، وزوارق حربية، شاركت في عمليات القصف المكثف.
وتزامن القصف الإسرائيلي المكثف مع خروج طلبة المدارس، حيث اختلط صراخ الأطفال والطلبة مع أعمدة الدخان التي تصاعدت في سماء غزة، وشكلت سحابة كثيفة حجبت الرؤية، وتسبب في بث أجواء من الرعب والإرهاب.
وقال مسعفون فلسطينيون: إن جثث الشهداء والجرحى تناثرت في الشوارع وبين الأزقة، وتحت أنقاض المباني والمقار المدمرة.
وقالت مصادر طبية في مستشفيات القطاع إن عدداً كبيراً من جثث الشهداء وصلت عبارة عن أشلاء ممزقة ومحترقة من شدة القصف الإسرائيلي، وسط توقعات بارتفاع عدد الشهداء جراء وجود حالات كثيرة من المصابين في وضع خطير للغاية.
وبحسب المصادر الطبية فإن من بين الشهداء مدير عام الشرطة في القطاع اللواء توفيق جبر، والمقدم إسماعيل الجعبري مدير جهاز الأمن والحماية، والرائد محمود العمصي مسؤول مكافحة المخدرات، ومحافظ وسط القطاع أبو أحمد عاشور.
وواجهت الطواقم الطبية صعوبات كبيرة في عمليات انتشال جثث الشهداء، وإسعاف المصابين، جراء النقص الحاد في المواد والمستلزمات الطبية، جراء الحصار الإسرائيلي الخانق.
وناشدت وزارة الصحة ومؤسسات حقوقية الأطباء والعاملين المضربين عن العمل منذ بضعة شهور، بالتوجه إلى المراكز والمستشفيات للمساهمة في عمليات إسعاف المصابين والجرحى.
وأعلنت مصادر مصرية عن فتح معبر الحدودي "المغلق"، وهو المنفذ الوحيد للقطاع على العالم الخارجي، أمام جرحى المجزرة الإسرائيلية.
وقال سكان في مدينة رفح الحدودية إن قوات الأمن المصرية التي انتشرت خلال الساعات القليلة الماضية على امتداد الشريط الحدودي، ورفعت الرايات الحمراء على مقارها ومواقعها، تراجعت مع بدء الغارات الجوية الإسرائيلية.
وقال التلفزيون الإسرائيلي إن الضربة الإسرائيلية على القطاع هي "ضربة افتتاحية وبداية لمعركة طويلة تم الإعداد لها مسبقاً"، لافتاً إلى أن "الجيش لن يبقى يبحث عن خلايا كتائب القسام وإنما سيضرب أهدافاً رئيسة لحماس ليضعف رغبتها في القتال".
ونقل التليفزيون الإسرائيلي عن مصادر عسكرية في جيش الاحتلال أن رئيس أركان الجيش غابي اشكنازي يتابع شخصياً العملية على غزة، التي شاركت فيها عشرات الأنواع من الطائرات الحربية، مع إمكانية توسيع العملية.
وأعلن وزير الحرب الإسرائيلي أيهود باراك "مساحة 20 كم حول القطاع منطقة ذات طبيعة خاصة أي أقل درجة واحدة من حال الحرب".
وأعلنت كتائب القسام وفصائل المقاومة حال الاستنفار العام في صفوفها، وهددت برد موجع ومزلزل على المجزرة الإسرائيلية.
ودعا المتحدث باسم حركة "حماس" فوزي برهوم كتائب القسام إلى توسيع نطاق عملياتها وإطلاق الصواريخ إلى أبعد مدى ممكن، رداً على المجزرة الإسرائيلية.
وتزامناً مع الغارات الجوية الإسرائيلية، تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية من إطلاق عشرات الصواريخ محلية الصنع، وصواريخ "غراد" روسية الصنع، على بلدات وأهداف إسرائيلية متاخمة للقطاع.
وأقرت مصادر إسرائيلية بمقل مستوطن، وإصابة آخرين، جراء سقوط صواريخ على تجمع "نتيفوت" في النقب الغربي، تبنت إطلاقها كتائب القسام.
وهددت كتائب القسام، على لسان المتحدث باسمها "أبو عبيدة"، برد موجع يقض مضاجع الاحتلال، وقالت: "سيعلم الاحتلال أنه عندما اتخذ هذا القرار فإنه ألقى بنفسه في النار".
وقال: "نعاهد أبناء الشعب الفلسطيني بأن نرد على هذه الجرائم بكل قوة بإذن الله تعالى.
وأعلنت كتائب القسام في بيان، توسيعها لعملية "بقعة الزيت" التي أطلقتها قبل بضعة أيام، مشيرةً إلى أنها أطلقت للمرة الأولى صاروخاً وصل مدينة "كريات جات" الإسرائيلية. (تبعد نحو 20 كيلومتراً عن حدود قطاع غزة الشمالية).
واعترفت الإذاعة العبرية بان صفارات الإنذار دوت في مدينة "كريات جات" جراء سقوط صاروخ فلسطيني، إضافة إلى إطلاق صفارات الإنذار في مدينة اشدود، من دون مزيد من التفاصيل.