سؤال يدور في ذهن كل مسلمة جادة من باب التعرف على فضائل هذا العمل وآثاره لتزداد
رغبة وحماسة، ونحن نعرض عليك أختي الحريصة والجادة فوائد من عملك هذا، مدعمة
بالآيات والأحاديث الصحيحة والقصة المشوقة، فتابعي معنا:
1 - حفظ القرآن هو الأصل في تلقيه:
فالقرآن نزل منجماً - مفرقاً - على الشهور والأيام ما بين الآية والآيتين في مدة
زادت على عشرين سنة؛ ليستوي في حفظه الكليل والفطن والبليد والذكي، والفارغ
والذكي.
وفي الحديث القدسي \"إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتاباً لا يغسله
الماء، تقرأه نائماً ويقظان\"، وذلك لأنه محفوظ في الصدور.
2 - القرآن مصدر التلقي عند الأمة:
القرآن دستور الأمة الإسلامية ومنه الاستمداد وفي الحديث: \"كتاب الله فيه خبر ما
قبلكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل\". قال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك لتخرج
الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد. الله الذي له ما في
السموات وما في الأرض وويل للكافرين من عذاب شديد} [سورة إبراهيم].
وهو مع ذلك الضياء الذي تحمله الأمة لسائر الناس؛ لتؤدي رسالتها خير أمة أخرجت
للناس، فإذا كان هذا شأن القرآن في حياة الأمة فما بال شأن من يحفظه ويُعنى به.
3 - حفظ القرآن فرض كفاية على الأمة:
قال العلماء: حفظ القرآن فرض كفاية إذا قام به البعض سقط الإثم عن الباقين.
ولا بد من الإشارة هنا لفضل تعلم القرآن ووجوب الاستزادة منه. قال تعالى آمراً
رسوله – صلى الله عليه وسلم – {وقل رب زدني علماً} [سورة طه:114] والله سبحانه لم
يأمر نبيه – صلى الله عليه وسلم بطلب الازدياد من شيء إلا من العلم، وليس شيء أعظم
من تعلم كتاب الله، ففيه علوم الدين وهو أصل العلوم الشرعية التي تفيد معرفة العبد
لربه سبحانه، ومعرفة ما يجب على المكلف من أمر دينه في عباداته ومعاملاته.
4 - حفظ القرآن سبب للتأسي بالنبي – صلى الله عليه وسلم -:
معلوم من قواعد الدين أن الله تعالى جعل محمداً – صلى الله عليه وسلم – أسوةً حسنة،
ومثال يحتذى به لاتباعه، قال تعالى: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان
يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً} [الأحزاب:21].
وحفظ القرآن فيه التأسي بالرسول – صلى الله عليه وسلم – إذ كان يحفظه ويديم تلاوته
ومعارضة جبريل به، فقد كان عليه الصلاة والسلام من شدة تمسكه بحفظه كان يعرض على
جبريل – عليه السلام – في كل سنة مرة، وفي السنة التي قبض فيها عرض عليه مرتين،
وكان يعرض على أصحابه ويعرضون عليه، ويعجل به ليستكثر منه فنهي عنه بقول تعالى:
{ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه} [طه:114].
ولا يسمح لأحد أن يتخلف عن حفظه أو تحفظه وتلاوته على الدوام إلا عن عذر ظاهر.
(من فضائل القرآن للرازي).
5 - حفظ القرآن تأس بالسلف:
تشبه بالكرام تكن منهم إن التشبه بالكرام فلاح
ورد في \"تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم\" لابن جماعة قوله في الأدب
الأول: \"وأن يبتدئ بكتاب الله العزيز، فيتقنه حفظاً، ويجتهد على إتقان تفسيره
وسائر علومه، فإنه أصل العلوم وأمها وأهمها\".
وقال الإمام النووي رحمه الله في المجموع: \"كان السلف لا يعلمون الحديث والفقه إلا
لمن يحفظ القرآن\".
6 - حفظ القرآن من خصائص هذه الأمة:
حفظ القرآن شعار هذه الأمة، وشوكة في حلوق أعدائها يقول \"جميس منشيز\": \"لعل
القرآن هو أكثر الكتب التي تقرأ في العالم، وهو بكل تأكيد أيسرها حفظاً\".
في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن عياض المجاشعي أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال ذات يوم في خطبته \"... وإن الله نظر إلى أهل الأرض، فمقتهم عربهم
وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: \"إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت
عليك كتاباً لا يغسله الماء، تقرؤه نائماً ويقظان\"، فقد أخبر الله تعالى أن
القرأن لا يحتاج في حفظه إلى صحيفة تغسل بالماء، بل يقرؤه بكل حال كما جاء في صفة
أمته - صلى الله عليه وسلم- \"أناجيلهم في صدورهم\"، وخص بحفظه من شاء من عباده.
7 - حفظ القرآن ميسر للناس كلهم:
قال القرطبي: {ولقد يسرنا القرآن للذكر} أي سهلناه للحفظ وأعنا عليه من أراد حفظه،
فهل من طالب للحفظ فيعان عليه.
ويتبادر للذهن الطالب الذي حفظ القرآن ولم يتعلم بعد في المدارس حيث أن عمره لم
يتجاوز السنوات الخمس.
وفي المقابل المرأة العجوز الأمية التي لم تقرأ ولم تكتب تحفظ القرآن الكريم عن ظهر
قلب استظهاراً وهناك من الشواهد الكثير والكثير.
وفي كتاب خصائص القرآن للشيخ / فهد الرومي: \"أرأيتم ذلك الصبي يرسله والده إلى
الكتاب، لا يعرف للحروف شكلاً، ولا يملك من اللسان العربي إلا كلمات محدودة، يقضي
بها الحاجات اليومية لمن هم في مثل سنه، ولا يدرك من المعاني ما وراءها، يرسله
والله إلى الكتاب فيقرأ القرآن كله، وأجاد تلاوته، سبحان الله من أعانه من فهمه من
حفظه، إنه كرم الله - عز وجل -\".
8 - حفظ القرآن مشروع لايعرف الفشل:
يقرر علماء النفس أن الخوف من الفشل يشكل أكبر العوائق التي تحول بين الناس
وطموحاتهم، وقد تكون نهاية كثير من مشاريع الناس الاصطدام الفعلي بحاجز الفشل وعدم
القدرة على تجاوزه. أما هذا الخوف فليسله وجود في برنامج حفظ القرآن، وذلك لأن
الشاب أو الشابة حين يبدؤون بالخطوة الأولى في حفظ القرآن ثم تنقطع العزيمة قبل
النهاية، فهل فشلا فعلاً، وقد حفظا بعض الأجزاء، إن هذا الجهد لم يذهب سدا فالوقت
الذي بُذل في التلاوة والحفظ هو وقت قُضي في طاعة الله تبارك وتعالى.
9 - حملة القرآن هم أهل الله:
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - \"إن لله
أهلين من الناس\"، قالوا: يا رسول الله، من هم؟ قال: \"هم أهل القرآن، أهل الله
وخاصته\" (ر واه ابن ماجه).
فالناس ينتسبون لما يحلو لهم، أهل الدنيا، أهل الثراء، أهل الفن، أهل الرياضة،
ولتَجُدِ القواميس بكل وصف وثناء، ويبقى الوصف الراقي الذي وَصف به حملة القرآن
(أهل الله).
قال ابن الجزري:
وأنــهم في النــاس أهــل الله
وأن ربنــا بــهم يُبــاهى
وقال عنهم في القرآن وكفى
بأنه أورثه من اصطفى