واحد من الناس Admin
عدد الرسائل : 653 لأوسمة : الهواية : تاريخ التسجيل : 22/11/2008
| موضوع: دعاية صهيونية لتشويه حماس في عيون الفلسطينيين............... السبت يناير 10, 2009 8:01 am | |
| [img] [/img] فلسطينيات بمخيم عين الحلوة يعلن تضامنهن مع حماس القدس المحتلة- المركز الفلسطيني للإعلام:
كشفت دراسة تحليلية أنّ الإعلام الصهيوني يخوض حملة دعائية مركَّزة تستهدف تشويه صورة حركة حماس في الشارع الفلسطيني؛ باعتبار أنّ "الحرب لا تستهدف الفلسطينيين في قطاع غزة"، وفق الادعاء الصهيوني.
يذهب التوجّه إلى محاولة تأليب الشعب ضد حماس بما يتوافق وبشكلٍ صارخٍ مع مضامين المنشورات التي ألقاها الطيران الحربي الصهيوني على رءوس الفلسطينيين في القطاع.
وتذهب هذه المنشورات إلى محاولة تحذير الفلسطينيين من حركة حماس التي "ستجلب الدمار لكم"، في محاولةٍ لضرب الروح المعنوية التي تبدو رغم ذلك عاليةً ومتماسكةً، ومحتضنةً المقاومة ومحتسبةً للضحايا شهداء على طريق فلسطينية طويلة.
جاء ذلك في الرصد التحليلي الذي أجرته وكالة (قدس برس) طوال اثني عشر يومًا من العدوان الصهيوني الجاري على قطاع غزة، الذي دارت رحاه منذ السبت السابع والعشرين من ديسمبر الماضي وما زالت تدور.
ومن أهداف هذه الحملة أيضًا تصوير ما يجري من حرب ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته في قطاع غزة، على أنها مجرد مواجهة مع حركة حماس، وبالطبع بعد "نفاد صبر" الصهاينة على الصواريخ الفلسطينية.
ويتضح كذلك محاولة تصوير حركة حماس بكافة أقسامها ومجالات حضورها ونشاطها وأجنحتها المتخصصة على أنها حالة أحادية متجانسة، ومعنى ذلك، أنّه في حماس يتساوى السياسي مع العسكري، وكذلك مع الاجتماعي، ومع الإنساني والأكاديمي والإعلامي أيضًا، وبهذا تدفع الآلة الصهيونية الدعائية باتجاه تبرير الاستهداف الشامل لكل البِنَى والهياكل والمؤسسات والأشخاص في قطاع غزة، حتى في المجالات ذات الحصانة الشديدة، كالجامعات والمدارس غير التابعة للأمم المتحدة، علاوةً على قصف مدارس "الأونروا" مع ترويج روايات مختلقة كذرائع تأتي جاهزةً بدون عناء.
يُظهِر الرصد التحليلي أنه قد وردت بشكلٍ كثيفٍ تعبيرات منها "مسلحو حماس"، "مخرِّبو حماس"، "ميليشيا حماس الإرهابية"، أو "عناصر حماس"، كما جاءت صياغات من قبيل السعي إلى "تغيير قواعد اللعبة مع حماس"، وأنّ الجانب الصهيوني يتطلع لتعقب "ناشطي حماس وقادتها الذين يقفون وراء إطلاق الصواريخ".
ويبدو بشكل جليٍّ أنّ الآلة الدعائية الصهيونية، تتعمّد تجاهل الإشارة إلى جناح حماس العسكري، الذي يحمل اسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، والذي يعدّ أكبر أذرع المقاومة الفلسطينية، وله بنية مستقلة وآليات عمل ذاتية.
كما تغفل تلك الآلة، في الوقت ذاته، الإشارة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية المتنوِّعة، أو أذرعها العسكرية التي تقف في صفوف المواجهة والتصدي بالتعاون والشراكة مع "كتائب القسام"؛ فلا إشارة تُذكر إلى "سرايا القدس" التابعة للجهاد الإسلامي، أو "ألوية الناصر صلاح الدين" التابعة للجان المقاومة الشعبية، أو "كتائب أبو علي مصطفى" التابعة للجبهة الشعبية، أو "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح"، أو "كتائب المقاومة الوطنية" التابعة للجبهة الديمقراطية، أو غيرها من الأذرع العاملة في الميدان.
وشمل الرصد عيِّنات وفيرة من الأنباء والتقارير والتعليقات في وسائل إعلام صهيونية مرئية ومسموعة ومقروءة وإلكترونية، وبيانات جيش الاحتلال، وإفادات المتحدثين باسمه، وكذلك ما يصدر عن أركان الحكومة الصهيونية من بيانات وتصريحات ومواقف، موجّهة نحو الأوساط الصهيونية والإقليمية والدولية ووسائل الإعلام على تنوّعها.
نتائج عكسية
ومع ذلك؛ فإنّ الدعاية الصهيونية مهما بدت محبوكة بعناية؛ لم تتحسّب ربما لأبعاد غير مرغوب فيها، أو أنها سلكت هذا النهج رغم الأعراض الجانبية المترتبة عليه؛ فدعاية صهيونية من هذا النوع ربما قد تعزِّز من موقف حماس الجماهيري في خارج فلسطين.
فعلى امتداد العالمين العربي والإسلامي وبعض دول العالم الأخرى، يجري بشكل ضمني وغير مقصود تقديم حماس على طبق من ذهب بأنها وحدها معبِّرة عن الموقف الفلسطيني الصامد في وجه الاحتلال.
وللمفارقة؛ فإنّ آلاف المتظاهرين في لندن رفعوا لافتة كتبوا عليها "جميعنا حماس"، كما برزت صور إسماعيل هنية رئيس الحكومة، علاوةً على الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس، الذي اغتاله الطيران الحربي الصهيوني.
وقد جاء ذلك دون العثور على صورة واحدة في خضم مظاهرات ضمّت الملايين في أرجاء العالم لمحمود عباس الرئيس الذي أحرق آلاف السودانيين الغاضبين صورة كبيرة له تجمعه بشكل حميم مع إيهود أولمرت رئيس الوزراء الصهيوني.
ما سيكون أشدّ وطأةً على المسلك الدعائي الصهيوني الراهن، هو استمرار العجز الميداني الراهن لما كان يسمى "الجيش الذي لا يقهر"؛ فإذا تعاقبت الأيام دون أن يقتنص الجيش الصهيوني مشاهد "النصر" في الحرب الجارية ضد قطاع غزة؛ تكون المقاومة الفلسطينية هي التي انتصرت عمليًّا، وعندها سيجد الجميع أنّ حماس هي عنوان النصر؛ ما سيكلِّف الجانب الصهيوني أثمانًا إستراتيجية ومعنوية باهظة؛ ترتدّ معها دعاية الحرب الصهيونية على عقبيها.
انعكاس عربي
من الاستنتاجات المثيرة للانتباه أنّ رصد (قدس برس) التحليلي يوضح أنّ مضامين الدعاية الصهيونية تجد انعكاسات وأصداء وتأثيرات ارتدادية في الخطاب السياسي لبعض الدول والأطراف العربية؛ فهناك في المحصِّلة مسئولون عرب مضَوْا بعيدًا في تحميل حركة حماس المسئولية الكبرى أو الجزئية عن اندلاع الحرب، وأخذت الآلات الإعلامية الرسمية هنا وهناك تلوك الموقف الرسمي المعلن على طريقتها.
كما لوحظ أنّ تقارير قنوات إخبارية ومحطات تلفزة وصحف ومواقع إلكترونية قد عبَّرت بدرجة نسبية متفاوتة، عن منحى شبيه.
هكذا جرى أحيانًا تصدير عناوين تركِّز على أنّ الحرب الجارية هي ضد حماس، أو أنّ حماس أطلقت صواريخ في تلك الحالات التي تلفت الانتباه؛ جاء ذلك على حساب حضور مصطلحات مثل "المقاومة"، أو أسماء أذرع وأجنحة عسكرية للفصائل، كما ذاب في الوسائل ذاتها اسم "كتائب عز الدين القسام". | |
|