سلامتها ام حسن م العين وم الحسد

دخلت اليابان صناعة الساعات فنافست سويسرا .. ثم دخلت مجال صناعة السيارات فنافست أوروبا وأمريكا .. حتي كرة القدم اقتحمت مجالها فإذا بها تنافس دولا عريقة في هذا المضمار بل وتقوم بتنظيم أكبر بطولة لهذه اللعبة بدون الحصول علي أي صفر !!! فما السر ؟ وهل هي عبقرية يابانية اختصوا بها من دون سائر البشر ؟ أم ماذا؟؟

لاسر ولا عبقرية ولا يحزنون فقط إنه النظام والعمل الجاد والثقة في النفس والإهتمام بالصغير والصغيرة والكبير والكبيرة والدقيقة والثانية .. لاتزويغ ولا تطنيش ولا فوت علينا بكرة ياسيد لقد تم القضاء عندهم علي هذا السوس الذي ينخر في عظام دولاب العمل وتركناه نحن فنخر في العظام بل وأكل الشحم واللحم ..

دقة وإتقان .. جهد وتفان .. واحترام الإنسان .. هي دي أهدافهم مش كلام في الجرنان وتوتة توتة فرغت الحتوتة ..

تأمل معي في ثرواتهم الطبيعية وثرواتنا ؟ بالورقة والقلم مفروض نبقي إحنا فوق قوي وهم تحت خالص .. لكن الواقع بيقول هم في العلالي واحنا في التحتاني

اليابان كسيرة الحرب العالمية الثانية أصبحت قوة اقتصادية واعدة في هذا العالم .. ما ذا يفعلون وماذا نفعل؟ ماذا عندنا وماذا عندهم؟ كيف يعملون وكيف نعمل؟

ببساطة شديدة وفي كلمات قليلة هم ينظمون ثم يخططون ثم ينفذون .. أما نحن وببساطة أشد وفي كلمات أقل نكره النظام ونمقت التخطيط .. وأعمالنا في معظمها بلا تخطيط ولا تنظيم فكأنها قصاصات مشاريع مبعثرة علي الأرض هنا وهناك .. والمصيبة الكبري أننا ندعي أنه تخطيط .. آسف أيها السادة لا تقولوا تخطيط بل قولوا تلخبيط أو تشخبيط وغنوا معي "أتاري آخر الزمر طيط طيط .. وخلص الشريط " .. فهل أن يكون ناتج التخطيط استيراد أكلي وشربي وثيابي و تليفوني والكمبيوتر بتاعي ونظارتي وساعتي وسيارتي وثلاجتي وغسالتي ولعبة ولادي والمدرب بتاع الكورة و.. و.. و.. و.. .. أليس ألف باء تخطيط يا سادة يا كرام أن يكون شئ من هذا علي الأقل من صنع يدي علي أن يكون ذلك ضمن مخطط نهايته أن يكون كل شئ من صنع يدي.B)

ثم نقطة أخري يجب الالتفات لها وهي نظرتهم إلي الوقت والإنسان باعتبارهما أساس أي نجاح ومحور أي تخطيط .. فهما العماد الأول لأي تخطيط أوتنظيم أو تنفيذ .. ولأنه لا قيمة عندنا للوقت والانسان فلا نستطيع تخطيط ولأنه لا تخطيط ولا تنظيم عندنا أصبحت قيمة الوقت والإنسان تساوي صفر!!!

قل لي بالله عليك كم مرة قيل لك أن كل شئ سيكون تمام في ميعاد كذا .. وذهبت في الوقت المحدد فلم تجد ما تم الإتفاق عليه .. بل كم مرة التزمت أنت بموعد وأخلفته ؟ ولماذا نذهب بعيدا .. تعال معي داخل بيوتنا تري أننا نعلم أولادنا عدم الإلتزام بالمواعيد وذلك عندمانقول لهم في يوم كذا سوف نقوم بعمل كذا أو زيارة فلان أو الذهاب هنا وهناك ثم يأتي هذا اليوم ومن بعده أيام وسيادتك مطنش ولم تفي بوعدك و الطفل الصغير الذي هو ولدي وولدك أو بنتي وبنتك قد تعلم منا نحن الكبار عدم الالتزام بما وعد وبالتالي تترسخ عنده فكرة عدم احترام الوقت سواء كان وقتي أو وقتك أو وقت غيرك ومن ثم أصبحنا مجتمعات لا تحترم وقتا.

وكلامنا هذا عن الوقت هو هو الكلام عن الإنسان حيث أن الإنسان ماهو إلا تجسيد للوقت

بمعني أنك إذا احترمت الوقت فقد احترمت الإنسان وإذا أهملت الوقت فقد أهملت الإنسان.

والعجيب أن نكون كذلك ونحن أمة تؤدي الصلاة خمس مرات كل يوم في ميعاد محدد بالدقيقة والثانية وإلا فلا صلاة .. ونصوم شهر معين فترة محددة (من الفجر إلي المغرب)وإلا فلا صوم .. ونحج في أيام معدودات معلومات وتوقيتات ملزمة وأعمال محسوبة ومعدودة وإلا فلا حج .. إسلامنا كله يعلمن التخطيط واحترام الوقت والانسان .. إننا أمة يجب عليها قبل غيرها أن تحترم الوقت والإنسان لكن كما يقول الشاعر إقبال

إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا دنيا لمن يحيي دينه

إن موضوع احترام الوقت والإنسان لا تكفيه مقال بل ولا حتي كتاب لأن الإنسان هو الأب والأم والطفل والعامل والرئيس والفنان واللاعب والمخترع والمبدع وكل من سار علي الأرض أودفن فيها هو إنسان يجب أن ينال منا كل الاهتمام حتي نربي الإنسان وليس أي إنسان بل الإنسان الصحيح فالإنسان هو محور هذه الحياة فإذا صح الإنسان صحت الحياة وإذا فسد الإنسان فسدت الحياة تأمل معي ماذا فعل معلم البشرية محمد صلي الله عليه وسلم إنه فقط اعتني بالإنسان وعني به فربي الإنسان الصحيح لم ينشئ كلية ولا جامعة ولا معامل يتخرج منها مهندسون أوأطباء أو محاسبون أو ضباط فقط اهتم بالإنسان الصحيح الذي إذا احتجناه طبيبا كان طبيبا ماهرا أمينا وإذا احتجناه جنديا كان جنديا شجاعا أمينا وإذا احتجناه علي بيت المال كان أمين الأمة واذا احتجناه خليفة تحدث بعدله العدو قبل الصديق.

وكما بدأنا باليابان نختم بها فقد طالعنا في الصحف أن بعد أداء الفريق الياباني لأحدي المباريات دخل عمال النظافة إلي غرف خلع الملابس الخاصة بالفريقين المتباريين فوجدوا أن غرفة خلع الفريق الياباني نظيفة وكأنهم لم يستخدموها أما غرف الفريق الآخر فكلنا يعرف كيف تترك مثل هذه الغرف إنها لفتة صنعت في اليابان أيضا ولم تصنع عندنا !! ولا حول ولا قوة إلا بالله

» أحاديث تدمع العين حين تقرأها
» طفل يعرب كلمة فلسطين تدمع لة العين