السياسة .. ما لها وما عليها في فقه التمكين ازدادت النداءات الموجهة لجماعة الإخوان المسلمين والتي تطالبهم بضرورة التخلي عن دورهم في الحياة السياسية علي الأقل خلال تلك الفترة لما تشهده الساحة المصرية من حالة شديدة من الاحتقان ربما كان الدافع وراء ذلك الإِشفاق علي ما يلاقيه الإخوان من عنت وظلم وتضييق شديد في ظل هذا النظام وربما يكون ذلك لأن البعض يري أن الإخوان داخلياً غير مؤهلين حالياً لخوض هذه المعركة الشرسة مع النظام وأن كوادرهم ليسوا علي قدر المهمة وربما يكون ذلك مكر خبيث يريد أن يحدث بلبلة في الصف وفي جمهور الرأي العام وإن قل هؤلاء لكن لما يلعبونه من دور كبير فهم جديرين بالذكر . أولاً : دعنا نتفق جميعاً علي أن الدعوة إلي الله هي من فروض الكفايات التي إذا قام بها البعض كفت عن الكل ولكن بشرط تحقق الكفاية وعلي ما نحن عليه اليوم لم نحقق الكفاية اللازمة إذن فوجب علي الأمة كل الأمة أن تبحث لها عن دورها المناسب كل حسب طاقته وملكاته وما يستطيع أن يبذله من مال وجهد في سبيل هذه الدعوة المباركة دعوة الإسلام الحنيف ومن لم يعمل لمناصرة دين الله بأي شكل أثم شرعاً . ثانيا : جماعة الإخوان المسلمبن جماعة تأسست بتضحيات وعاشت عمرها كله تلقي بفلذات أكبادها من خيرة أبناء الأمة وعلقت من أجلها الرقاب علي المشانق وها هي حتي الآن لا تعرف إلا البذل وقد ارتضي أفرادها ذلك محتسبين أجورهم عند الله سبحانه وتعالي . ثالثا : إذا كان لا بد لنا من هذا الدور وإذا كان لدينا الاستعداد الجازم القوي علي التضحيات الغالية ...... إذن فلم نرضي الدنية لأمتنا ؟؟؟!!!!!!!! رابعا : العمل لدين الله كل لا يتجزأ ولا بد لنا من القيام بدورنا كجماعة مؤسسات وأفراد يتم توظيفهم فنحن نعمل في كل الميادين مع اختلاف أولوياتنا طبقا لطبيعة كل فترة وما يتناسب معها من مشاريع لخدمة المشروع الإسلامي النهضوي الكبير . خامساً : الإخوان المسلمون هم أمل الشعب في غد أفضل ... فعلي الرغم من بعض الانتقادات التي يوجهها الشعب للإخوان بأي شكل وتحت أي مسمي إلا أنهم غير قلقين بالدرجة الكبيرة علي مستقبل مصر ما دام هناك فصيل مناضل سلمياً كفصيل الإخوان المسلمين بل بالعكس فالإخوان سيفقدون قدراً كبيراً من المصداقية والثقة والتي تحظي بها الجماعة في ظل هذه الظروف ... فالشعب سيري في الإخوان التراجع والانسحاب من المعركة التي يراقبها الجميع عن بعد دون الخوض في غمارها لكنهم يعلمون جيداً أن الإخوان سيصمدون حتى الرمق الأخير بلا تراجع ... و الناس إن فقدت ثقتها فيك فهيهات هيهات إن استطعت أن تطالبهم بإيجابية بعد قعود وبتضحيات وأنت الذي كنت تطالبهم بالفرار آنذاك . سادساً : لو تخلي الإخوان عن دورهم في العمل السياسي ستزداد أبواق الفساد في مجتمعاتنا مما سيلحق الشعوب بضعف في إيمانهم فكما قال شاعر الهند محمد إقبال : إذا الإيمان ضاع فلا أمان ولا حياة لمن لم يحي ديناً وكما أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم : "مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، كمثل قومٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين فى أسفلها إذا استقوا من الماء مَرُّوا على من فوقهم فآذوهم، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا فى نصيبنا خرقاَ ولم نؤذِ مَنْ فوقَنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاًَ، وإن أخذوا على أيديهم نَجَوْا ونَجَوْا جميعاً" أيها الشعب : لا تخف فما دمنا نحمل كتاب الله وبإيمانكم وبوضع أيديكم في أيدينا ولنتمسك بثوابت أمتنا فلن يضيعنا الله أبداً ... وسيزول ذلك الجبروت فدولة الباطل ساعة ودولة الحق كل ساعة ... ولتعززوا من خطاكم في طريق إصلاح وطنكم وأمتكم ولا تبخلوا علي المصلحين من أمتكم بجهد ... فأمتنا في أمس الحاجة لأبنائها الأوفياء الذين يفدونها بأرواحهم ودمائهم والمنوط بذلك كل شباب الأمة وليس فصيلاً بعينه مهما كانت إمكانياته ... فلا تستعجلوا ساعة التغيير ولكن إستئخروا صفاء نياتنا و فهمنا لدورنا وقلة جهودنا يا سادة : الإخوان بذروا بذور التغيير منذ اللحظة الأولي ولن يتعجلوا أبداً قطف الثمار ولكن لنروي جميعاً تلك البذرة الطيبة ولنرعاها ولا بد لها من ثمار مهما كًثُرً حولها من أشواك ويحضرني في ذلك المقولة الشهيرة للشيخ محمد متولي الشعراوي عندما سُئل عن رأيه في جماعة الإخوان المسلمين فقال : هي جماعة مباركة رحم الله من غرسها وغفر الله لمن تعجل قطف ثمارها ويوم قطف الثمار ستجني الأمة كلها ثمار هذه الدعوة التي لطالما ضحت من أجل تلك اللحظة ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله والله الموفق