أصابتني حيرة شديدة وأنا راجع إلي بيتي في الواحدة صباحاً وإذا بي أسمع صوت مدوي في الأفق : أه يا أناااااااااا ... تعبانة ... بصوت حريمي ملفت وإذا بي ألقي بنظري في الأفق لأجد شباباً لم يتعدوا العشرين من عمرهم يتبادلون عبارة : افتح البلوتوث ... ولست هنا بصدد التحدث عن كون الغناء حرام أم حلال وما اختلف فيه الفقهاء حول تلك المسأله ... ولا بصدد التحدث عن الساعات الطوال التي تنقضي في لا شيء ... ولا في التحدث عن طاقات مهدرة في إرسال المقاطع الجنسية عبر البلوتوث ... ولا في التحدث عن تصوير الشباب للفتيات في أماكن الإنتظار والمواصلات ... ولا في التحدث عن الهيدفون الذي يضعه الشباب في أذانهم ويسيرون في الشوارع وهم في عالم أخر ... وتكلم أحدهم فلا يسمعك ولا يرد عليك ولا يلقي لك بالاً ... لسان حاله دعني ونفسي وفقط ... لا أريد أن أتحمل هموماً وأعباءً ... ولا أبغي الخوض في كون الموبايل مهم للشباب أم هو نوع من الترف المبالغ فيه ... ولكن أريد أن ألفت النظر لظاهرة في وجهة نظري أسوء من كل هذا والتي تجر كل ماسبق ألا وهي إحترام الناس وإعطاء الطريق حقه ... فالعجيب أن تري شبابنا يعملون في فترات الصيف بالقاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ ويأتي بـ ( عدة مظبطة ) فيها 2ميموري و2كاميرا و2 بطارية و2 خط وينزل كل الأغاني والكليبات الجديدة ويبدأ رحلته الشاقة من بعد العشاء حيث يتجول في شوارع القرية بأغانيه المزعجة التي تحدث ضوضاء للجميع ... يا شباب ... اعطوا الطريق حقه ... أما تعلموا ان للطريق حقه إذن فلتنصتوا جيداً إلي قول رسول الله صلي الله عليه وسلمعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله : إياكم والجلوس على الطرقات . فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه قالوا: وما حق الطريق؟ قال : غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر
فحدثوني بالله عليكم هل أعطيتم للطريق حقه كما أمركم رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟؟!!! ... يا شباب لا نريد للرزيلة أن تنتشر في مجتماعتنا التي عاشت عقوداً طويلة علي الفطرة بعاداتها وتقاليدها الجميلة ... لا نريد أن نغير وجه البلد الجميل الناصع البياض أمام القري كلها بشهامة شبابها و علو هممهم كما تعودوا أن البلد هي التي تخرج العلماء والمتميزين في كل المجالات ... ليس من الذوق أن يتجول الشباب في القرية بالموبايل بصوته المزعج حتي وإن كان بالقرأن بل اجعل هذا في بيتك إن أردت ... أما تعلموا أنه من الممكن تحويل هذا الطبع الممقوت من الجميع لشيء أجمل وهو أن نلتقي في السيبرات والملعب ومركز الشباب وأماكن التجمعات لنرسل لبعضنا مقاطع مؤثرة تخالط قلب يخشي الله فتغير حياته دون إزعاج للناس في الساعات المتأخرة من الليل وفي أشياء تغضب الله ... أما تعلم حبيبي أنك بإرسالك مقطعاً محرماً لصاحبك تحمل وزره ووزر كل من أرسل له هذا الشخص ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا . فأخبر صلى الله عليه وسلم أن المتسبب إلى الهدى بدعوته له من الأجر مثل أجر من اهتدى به ، وكذلك المتسبب إلى الضلالة عليه من الوزر مثل وزر من ضل به ، لأن الأول بذل وسعه وقدرته في هداية الناس ، والثاني بذل قدرته في ضلالتهم ، فنزل كل واحد منهما منزلة الفاعل التام .