واحد من الناس Admin
عدد الرسائل : 653 لأوسمة : الهواية : تاريخ التسجيل : 22/11/2008
| موضوع: بل شريعة الله بقلم الأستاذ محمد الحليسي الأحد أبريل 26, 2009 9:44 am | |
| بل شريعة الله بقلم الأستاذ محمد الحليسي قبل مجيء محمد صلي الله عليه وسلم كان الله تعالي يرسل رسله وأنبياؤه إلي أقوامهم خاصة ، فهذا شعيب مثلاً أرسله الله إلي اهل مدين يدعوهم إلي عبادة الله وحده ويعالج عهم مشكلة تطفيف الكيل والميزان ، وهذا لوط جاء إلي قومه يدعوهم إلي عبادة الله وحده ، ويعالج معهم مشكلة الشذوذ الجنسي ، وهكذا أرسل الله كل نبيَ أو رسول إلي قومه خاصة ولأجل معالجة مشكلة محددة ... حتي أرسل الله محمداً صلي الله عليه وسلم فجعل رسالته للناس كافة ولأجل معالجة كل المشكلات التي سبقته في الأقوام السابقة أو التي لم تكن فيما مضي بل ستظهر فيما هو آت. ثم قال الله له : ثم جعلناك علي شريعة من الأمر فاتبعها وهذه الشريعة هي شريعة كل من سبقه من إخوانه الأنبياء والرسل شرع لكم من الدين ما وصي به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسي وعيسي ثم قال بعدها : فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل أمنت بما أنزل الله من كتاب فجاءت كل الشرائع بأصل التوحيد وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق ثم جعل الله في الشريعة الخاتمة تفصيلات لمصالح العباد في المعاش والمعاد ثم أمر الناس بإلتزامها وأمر نبيه صلي الله عليه وسلم بذلك فقال له : وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ثم قال الله تعالي لنبيه : لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً هذا في تفصيلات الأحكام التي لم ترد في الشرائع السابقة. وجاءت شريعة الله الخاتمة والتي بعث بها محمد صلي الله وعليه وسلم شاملة كاملة لم يترك الله شيئاً إلا عالجه إما بالتفصيل أو بالعموم فمثلاً يفصل الشرع تفصيلاً دقيقاً لا يترك لأحد بعده فيه مقال في مسائل المواريث وأحكام الطلاق والنكاح .... إلخ في أمور لن تتغير بتغير الزمان والمكان ثم يأتي بقواعد عامة في أمور أخري لانها حوادث لا تنتهي علي مر الزمان وبالتالي فمن المستحيل وضع تفصيلات لتستوعب كل هذا ، ولكن وضع الله قواعد عامة تضمن تحقق وسلامة المعاني التي يريدها الله تعالي لعباده كالحرية ، والمساواة والعدالة والشوري وهي المباديء العامة للإسلام لم تأت لها تفصيلات في النصوص في في كيفية تحققها ولكن أتت فيها قواعد وإشارات عامة وحماها الله بسياج من الترغيب والترهيب وضرب الأمثلة عليها تأكيداً وتوثيقاً ولذلك قال الله تعالي : ما فرطنا في الكتاب من شيء ، وجعلناه تبياناً لكل شيء وما كان الله تعالي ليترك مناطق وجوانب في حياة الناس خالية من التوجيهات وإلا كان الأمر يتطلب ألهة أخري يشرعون في منطقة الفراغ المتروكة فحاشا لله تعالي أن ينسي شيئاً وما كان ربك نسياً وحاشا لله أن يترك عباده حياري لا يدرون ما يفعلون إزاء أمور معينة في أوقات معينة مثلاً. وكمال العبودية يتطلب ديمومتها ، وكتب تكون العبادة كاملة ودائمة وهناك أرباباً أخرون يشرعون كما يشرع الله ولهم الطاعة في أشياء كما لله طاعة في أشياء ؟! وكيف يطلب الله تعالي من الناس الإستقامة علي أمره فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا ، وهذا صراط ربك مستقيماً قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون ... أقول : كيف يطلب الله ذلك وهو يكمل بيان الإستقامة بل فيها نقص ( حاشا لله ) حتي يأتي أخرون يبينوا الطريق ويكملوا الشوط ؟!!! هذا قطعاً خلل في التصور وجرأة علي الله تعالي أن يدعي أحد عجز دين الله أن يقول كلمته الواضحة والصريحة والهادية والمرشدة في مسألةٍ ما في وقتٍ ما إن الشريعة الإسلامية الأن تواجه بحملة شعواء من العلمانيين وأصحاب المصالح حملة تريد فصل هذا الدين عن حياة الناس ، حملة تريد أن تجعل هذا الدين شيئاً من الطقوس التي تؤدي بلا معني في مكانٍ ما ثم يخرج الفرد بعدها يفعل في حياته ما يشاء ... فإن شاء زني وإن شاء سرق وإن شاء أكل الربا لا يضبطه ضابط ولا يمنعه مانع إلا ما كان من طباع هذا الشخص أو من قانون وضعي يعاقب علي أشياء ويبيح أشياء ، وكثيراً ما يكون المباح في القانون محظور شرعاً والمحظور في القانون مباح شرعاً!!
ثم ماذا نفعل في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تنظم شئون الناس ؟! هل نعتبرها ليست من القرآن والسنة ؟! أم هي من القرآن والسنة ولكن نعطلها ؟! ولماذا نزلت هذه الآيات من عند الله إن كانت لن تُطبق ؟! وماذا يبقي من الشرع إذا أخرجنا منه الجهاد وأحكامه والمعاملات بشتي أنواعها كلها وما يباح منها وما يحظر ، والقضاء والأيمان والنذور والكفارات والحدود والقصاص والزواج والحرية والمساواة والعدالة والشوري ...... إلخ إن الأمر واضح بيَن ولكن لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ، ولكن الظالمين بأيات اله يجحدون فلنكن صرحاء أنهم لا يريدون الشريعة ولا أحكامها ولا يرون فيمن جاء بها القدوة والأسوة الحسنة إنهم يتشدقون بألفاظ غامضة أحياناً وغير صريحة خشية من العوام أن يقذفوهم بالحجارة في الطرقات إننا نريد أن يعلن القوم عن انفسهم بجرأة أكثر ووقاحة أجلي ولتستبين سبيل المجرمين أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول إن هؤلاء العلمانيين والمفسدين يراهنون علي جهل الشعب بحقيقة هذا الدين ... ونحن نراهن علي بيان معالم هذا الدين العظيم الذي جعله الله رحمة للعالمين ... إن حجم الجهد المطلوب منا كبير جداً في وقت لا نملك فيه أله إعلامية كما يملكها هؤلاء ... فعلينا أن ننطلق وسط الناس نبين محاسن هذه الشريعة ومعالم هذا الدين ولا نترك الساحة خالية لهؤلاء يعيثون في الأرض فساداً ويدمرون عقول الناس ويخوفونهم من الشريعة . إننا لا بد أن نتحمل مسئولياتنا بجراءة وصبر وحكمة ... علينا أن نفك عقدة ألسنتنا ونطلقها تعلَم الجاهلين وتجاهد المنافقين ، علينا أن نقوم في الله لا نخشي في الله لومة لائم ، وقبل ذلك علينا أن نصبر أنفسنا علي تعَرف معالم هذا الدين ومحاسن هذه الشريعة حتي لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله | |
|