واحد من الناس Admin
عدد الرسائل : 653 لأوسمة : الهواية : تاريخ التسجيل : 22/11/2008
| موضوع: الإنسان بين نزغات الشيطان ومغفرة الرحمن .بقلم.أ.محمد الحليسي السبت أبريل 18, 2009 7:31 pm | |
| الإنسان بين نزغات الشيطان ومغفرة الرحمن
بقلم.أ.محمد الحليسي
خلق الله تعالي الإنسان فيه نوازع الخير والشر ، وبيَن له طريق الخير والشر ، ودعاه إلي سلوك طريق الخير والبعد عن طريق الشر ، فانقسم الناس فريقان : فريق قرر السير في طريق الخير ، وفريق قرر السير في طريق الشر ، فقامت الدنيا كلها علي هذين الطريقين : طريق الخير وطريق الشر.
ولكن السؤال المهم كيف يسلك الإنسان طريق الخير ويبتعد عن طريق الشر ؟
الأمر في نظري سهل وميسور جداً ، ولكن تكفل الله تعالي لمن أراد أن يسلك طريق الخير أن يوفقه إليه ويُيسره له فقال تعالي : ( سنيسره لليسري ) فقط المطلوب أن تنوي ثم تبرهن علي هذه النية بأن تحاول إرضاء الله تعالي في نفسك أولاً ، ثم تنظر إلي الشر نظرة خوف وحذر فكلما حدثتك نفسك بأي من نوازع الشر قاومتها وقطعت عليها حبل التفكير وقررت فوراً أن تبتعد عن هذه المنطقة المحظورة ( حتي في مجرد التفكير ) ، فإذا ما تكرر هذا منك وأنت تقاوم نفسك - وقد اطلع الله عليك في هذه المجاهدة – فستجد أن مقاومة نوازع الشر أصبحت أسهل وأيسر من المرات السابقة ، وبالتالي ستجد في نفسك رغبة قوية لأداء الخير وعموماً ففي الشريعة ( دفع المفسدة مقدم علي جلب المصلحة ) فلئن إستطاع الإنسان أن يقلع عن الشر ففي هذا الخير الكثير.
فهيا نبدأ المشوار وإن كان صعباً لكن لا بد من البدء فيه وصدقوني بمجرد أن نبدأ ستجد الخير سهلاً وميسوراً وستجد الشر بعيداً ومحصوراً.
فهيا يا أخي نقول لنزغة الشيطان ( لا ) ونقول لأمر الرحمن ( نعم ) .. فهل يٌعقل أن يأمر الله بأمر ، ويأمر الشيطان بأمر فنجد أنفسنا وقد أطعنا الشيطان وعصينا الرحمن ؟؟!!! هذا شيء غير معقول لكنه يحدث كثيراً منا جميعاً ، ومن رحمة الله تعالي بنا أنه ( يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ) الشوري
فكلما أخطأنا نسارع في التوبة وعندئذٍ ستجد نفسك تتحرك نحو الخير وتبتعد في نفس الوقت عن الشر.
والخير يدركه صاحب العقل السوي ، والحمد لله نحن جميعاً لئن سألت أيَ شاب عن أي تصرف فسيحكم عليه بالحكم الصواب غالباً وذلك لأن الله تعالي جعل الدين هو فطرة في النفوس السوية ( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) سورة الروم
نقطة اخري مهمة وهي أن الإنسان إذا أعانه الله تعالي وبدأ في مقاومة نوازع الشر في نفسه أصبح قادراً علي مساعدة الاخرين وهذا من عظمة الإسلام ومن رحمة الله .. فليس هناك أحد معصوم من الخطأ ومع هذا فالله عز وجل يطلب منا جميعاً أن نمارس معاً الترغيب في الخير والترهيب من الشر فانت وأنت تقاوم نزغات الشيطان تجد في نفسك همة عالية تستطيع بها أن تأخذ بيد أخرين بعيداً عن الشر ونزعاته ... فسبحان الله القادر الذي يجعل من الإنسان الضعيف المخطيء المقصر في ذات الوقت داعية مؤثر ومقوَم للأخرين .. يا لها من عظمة ، ويا لها من نعمة !!!
فلنجرب إذن ونحاصر الشر داخل نفوسنا وداخل مجتماعاتنا وأسال الله تعالي أن يجعلنا من أهل الخير ومن الداعين إليه وأن يجنبنا وإياكم الشر أو الداعين إليه
" ربنا لا تُزغ قلوبنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب "
| |
|