الإخوان المسلمون جماعة قامت من اجل إعادة الإسلام إلى حياة الناس , حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله .
فالله عز وجل أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله , وأرسله هاديا ومبشرا ونذيرا , وأرسله رحمة للعالمين , وأمر الله عز وجل رسوله أن يعرّف الناس بدينهم وأن يجاهد فى سبيل تحقيق ذلك وان يصبر علي ما يصيبه من الأذى .
فقام الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم مجاهدا صابرا محتسبا ينفذ أوامر ربه , ويبيّن معالم هذا الدين الذي ارتضاه الله لعباده , فعلم أتباعه قواعد الإيمان وأركان الإسلام ومراتب الإحسان , وتصدر صفوفهم فى مواجهة الرافضين لدين الله , فجاهد فى الله حق جهاده حتى أتاه اليقين . فكان بحق الأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا , وتجسدت فيه ملامح هذا الدين فكان قرانا يمشى على الأرض , فأيده الله بنصره وبالمؤمنين , واظهر الله دينه و نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده فكانت كلمة الله هى العليا .
ثم دارت الأيام دورتها وتكالب الأعداء على دين الله حتى أضعفوه فى نفوس أتباعه , واسقطوا الخلافة الإسلامية التى كانت رمز الاتحاد والقوة للمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها
نمنا زماناً، وكان الخصم منتبهاً من نام خاب ولم تسعفه أقدار
إنّا على موعد يا مصر فانتظري يأتيك عند طلوع الفجر جرار
شعب تدرّع بالإيمان يدفعه لنصرة الحق تأكيد وإصرار
وظهر بين صفوف المسلمين من يردد عبارات الأعداء , وينهج نهجهم , ويطعن فى دين الله كطعنهم او اشد طعنا , ووقف المسلمون بين مكر الأعداء وتخطيطهم , وتخذيل المنافقين وطعنهم , وبطش الظالمين وجبروتهم ,وهزل بعض المتدينين وتدليسهم .
فجاءت دعوة الإخوان صدى لدعوة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم , ترى فى دين الله شموله الذى أرسل الله به رسوله
يا هذه الدنيا أصيخي واشهدي إنّا بغير محمد لا نقتدي
إسلامنا نور يضيء طريقنا إسلامنا نار على من يعتدي
فلم يتنازلوا عن شيء من دين الله , ولم يساوموا على شىء طمعا فى شىء , ولم يحجموا عن شىء خوفا من شىء , فهم مع الله وحده رهبا ورغبا , خوفا وطمعا , فقالوا كلمتهم قوية مدوية سمعها القاصى والدانى ( الله غايتنا , والرسول قدوتنا , والقران دستورنا والجهاد سبيلنا, والموت فى سبيل الله اسمى امانينا ) , وانطلقوا بدعوتهم يعلمون الناس الإسلام قولا وعملا , واقعا لا خيالا , تعليمات تنفذ لا مقالات تحفظ , او شعارات ترفع .
فرأى الظالمون والعلمانيون والنفعيون دعوة الإخوان خطرا عليهم فحاربوها , فهى دعوة الحق والقوة والحرية تدعو الى مبادىء الإسلام العامة مثل :- 1- العدالة 2- المساواة 3- الحرية 4- الشورى , تدعو إلى الإسلام كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم , أما هؤلاء الظالمون فيريدون للناس دينا جديدا بعيدا عن الحياة , يكونون هم فيه الإله الذى يشرّع لهواه , يريدون دينا لا يحاسب فيه ظالم ولا يراجع فيه حاكم , يريدون ان يحكموا فلا معقب لحكمهم , وان يقولوا فلا راد لقولهم , ان يتكلموا فلا مبدل لكلماتهم .
شريعة الله للإصلاح عنوان وكل شيء سوى الإسلام خسران
لما تركنا الهدى حلت بنا محن وهاج للظلم والإفساد طوفان
تاريخنا من رسول الله مبدؤه وما عداه فلا عز ولا شان
محمد أنقذ الدنيا بدعوته ومن هداه لنا روح وريحان
فنغصت دعوة الاخوان على الظالمين حياتهم , وأصبحت شوكة فى حلوقهم , وفضحت ممارساتهم , وبيّنت للناس فضائل شريعة الله فى مقابل هذا الجور والنقص والهوى , فانحاز الناس إلى الإخوان , والتفوا حولهم , وتعلقوا بهم , وتواصلوا معهم , ووقفوا خلفهم , فاشتاط الظالمون غضبا على غضب , وأرادوا ان يقضوا على دعوة الاخوان ولكن هيهات هيهات لقد حاول ذلك من سبقهم فلم يفلح وكذلك بحول الله لن يفلحوا
كل الحوادث نالتنا مصائبها ولم يزل عندنا عزم وإيمان
قرآننا مشعل يهدي إلى سبل من حاد عن نهجها لا شك خسران
قد ارتضيناه حكماً لا نبدله ما دام ينبض فينا منه شريان
إننا إتباع النبى محمد صلى الله عليه وسلم وليست حربهم معنا إنهم يحاربون الله ورسوله والذين امنوا
- وإذا استعان النظام بجنوده وعُدده وعتاده استعنّا نحن بالله القوى الذى لا يُقهر العزيز الذى لا يُغلب
- وإذا جمع النظام كيده ثم أتى لجأنا الى الله الذى يجعل كيدهم فى نحورهم
- وإذا تمسك النظام بعلمانيته تمسكنا نحن بإسلامنا
- وإذا حرص على علاقته بأعدائنا وطدنا نحن علاقتنا بشعبنا
- اذا ضيّع مال الشعب واسى الإخوان مجتمعهم من جيوبهم
- وإذا افسدوا الإعلام ونشروا الرذيلة وعّى الإخوان الناس ونشروا الفضيلة
- وإذا سنّوا من القوانين ما يخالف الشريعة دافع الإخوان و صدعوا بالحق بكل طريقة
- وبالجملة إذا أساؤا أحّسنا , وإذا كذبوا صدقنا , وإذا افسدوا أصلحنا , وإذا عاشوا بالباطل فنحن نحيا للحق ونموت من اجله .
فكيف بربك نلتقى ؟! لن نلتقى إلا إذا عدلوا عن منهج الفساد إلى الإصلاح , وعن الظلم إلى العدل , وعن العبث إلى الحكمة
آمنت بالله أن الحق منتصر والظلم منتحر والكفر منهار
والشعب إن مازج الإيمان همته فإنه لقوى الإفساد دحّار
آمنت بالله إيماناً عرفت به أن الزمان على الباغين دوَّار
أيها الإخوان :- (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون )
أيها الشرفاء :- هلموا إلينا فابحثوا عن الحق والزموه
أيها الظالمون :- ( لكم ميعاد يوم لا تستاخرون عنه ساعة ولا تستقدمون )