حوار مع بائع صينى /م.احمد شاكر

[center]

حوار مع بائع صينى /م.احمد شاكر %D8%AD%D9%88%D8%A7%D8%B1%20%D9%85%D8%B9%20%D8%A8%D8%A7%D8%A6%D8%B9%20%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%8A

حوار مع بائع صيني

بقلم.م.احمد شاكر

أصابتني دهشة بالغة وهو يحدثني وقد بدت عليه علامات الإنهاك الشديد من الجري علي السكك : أنا كنت بأقدم في مسابقة في طنطا بليسانس الشريعة والقانون ... مقدم 36000 شخص والمطلوب منهم فقط 60 شخص للتوظيف بالحكومة علماً بأن كل شخص يشترط لتقديمه أن يدفع مبلغ 30 جنيه ... فكم سيجمع هؤلاء من أموال من أجل توظيف 60 شخص ... سألته بفضولي : كم عمرك ؟ قال : 40 سنة ... منين ؟ - من السالمية – ياه وجاي طنطا عشان تقدم في المسابقة المفقود الأمل فيها دي ليه ؟ - يا باشا إحنا بنتعلق بقشة.

لا أدري كيف تتعامل هذه الحكومات مع الشعوب ويسعي شخص للوظيفة وقد مضي من العمر ليس كما بقي .

تصادف ذلك في نفس اليوم الذي تحدثت فيه مع بائع صيني بطنطا أيضاً وتحدثنا بالإنجليزية قلت له : لماذا انتم موجودين بهذه الكثرة في مصر برغم أن هناك ركود إقتصادي وتضخم عالي في مصر؟؟!! أجابني قائلاً : نحن مغلوبون علي امرنا ... أغلب الصينيين الموجودين في مصر كانوا في السجن والحكومة الصينية قررت أن تبحث لهم عن فرص للسفر خاصة للدول العربية ويسمونها عقوبة نفي لسنوات محددة بدلاً من أن يقضوا زهرة شبابهم داخل السجون والمعتقلات... واستطرد قائلاً : إحنا نزلنا كل حاجة عندكم في مصر ... وانتم مستهلكون لا تنتجون شيئاً ... فمثلاً النوكيا ليست الجوال الأول في العالم من ناحية الانتشار والمبيعات إلا أنهم وجهوا نظرتهم للدول العربية وبالفعل استطاعوا أن يحققوا المركز الأول فلا يسبق النوكيا شيء في الدول العربية مع إن الجوال الأول في العالم هو السيمنز الألماني لكن النوكيا يصممون الجوالات طبقاً لما تحتاجون أنتم ... فأنتم تتنافسون علي جوالات ذات كاميرا جيدة وصوت عالي وميموري عالي ولا يهمكم شيء في جودة الجوال وعيوب التصنيع المشهور بها جوالات النوكيا... ونحن نصنع نفس الجوالات بنفس الإمكانيات بأسعار أرخص من جوالات نوكيا بكثير ... واستطعنا بذلك أن نقلل من شعبية النوكيا لديكم.

لا عجب علينا كل ذلك ... وإن شئت فانظر إلي أمراء السعودية الذين يتمتعون بثروات طائلة ينفقونها في القصور الفارهة والسيارات التي تصمم في ألمانيا خصيصاً لهم وبمواصفاتهم التي يريدونها ... يطلب أحدهم مثلاً سيارة 11 متر وبها كذا وكذا كأنه بيفصل بدلة وينفق عليها ملايين الريالات ... نحن شعوب لا تعرف إلا الاستهلاك ... ولا ننتج أبداً ... تلاقي مثلاً شاب بيشتغل في المصنع الـ 3 شهور بتوع الصيف عشان يجيب عدة N73 ويمشي في البلد الساعة 12 بالليل يشغل أغاني بصوت مدوي في الأفق يقلق الصغير والكبير.

ولهذا فالفرق الشاسع بين تفكيرنا وتفكير الصينيين كحكومات وشعوب هو السبب في تأخرنا وتقدمهم وهم القوة العظمي التي تصعد الأن وبقوة في العالم بعد تدهور الغول الأمريكي داخلياً وخارجياً .

قال لي البائع الصيني في النهاية : بلادكم صغيرة جداااااااا ... ومن السهل جدا توظيف قدراتها ومواردها ومع ذلك أري لديكم بؤس شديد لا أدري من أين ؟؟!!! ... طبعا هي بلادنا هتيجي إيه جنب الصين دول تلت العالم - 2.5 مليار – ومع ذلك هم يصعدون بقوة الصاروخ ولا عمرنا سمعنا منهم عن الزيادة السكانية وتنظيم الأسرة والأفلام الهندي اللي المسئولين هنا واجعين دماغنا بيها.

المسئولين عندنا بيتعاملوا بمنطق الذي قرأ الأية : ( إذ قال لقمان لإبنه يا بني لا تقصص رؤياك علي إخوتك فيكيدوا لك كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً ) ... كلام شكله حلو ولايق علي بعضه لكن كله غلط لأنه مبيديش معني ومتناقض مع الصواب... وعجبي!

حوار مع بائع صينى /م.احمد شاكر Acc1

[/center]

» الهوا هوايا /م.احمد شاكر
» مهمتنا جميعاً بقلم : م.أحمد شاكر
» لا تكن هذا الرجل !! بقلم م.أحمد شاكر
» أبو جهل ... ونت كفر السودان بقلم .م . أحمد شاكر
» افتح بلوتوثك بقلم مهندس/أحمد شاكر